‫الرئيسية‬ الأخبار فن وثقافة حماقات كارهي عمرو أديب ومحبيه أيضًا!
فن وثقافة - منوعات - 18 فبراير، 2021

حماقات كارهي عمرو أديب ومحبيه أيضًا!

حماقات كارهي

 
حماقات كارهي عمرو أديب.. ومحبيه أيضًا!
ـــــــــــــــــ
يوسف وهيب

.. أتفهمك تمامًا وقد أعذرك؛ بل أقدّرك حين تتمنى أن يخفق منافسك في لعبة ما أو في سياق وظيفي ما، ما يتيح لك أن تتقدم أوتكسب نقطة، أوترقية، لكن أن تتمنى قتله أوتُشرع في ذلك لتخلو لك الساحة؛ فهذا بكل تأكيد يُثبت ضعفك وعدم جدارتك حتى بالمنافسة

ولعل أخلاقيات الكثير من المصريين التي توارثوها من أجدادهم ماقبل التاريخ كان في مقدمتها عدم الفرح بموت ألد الأعداء أوالمنافسين، واستمرت معهم حتى أيامنا هذه، إلا بعض هؤلاء الذين يتشفون وتشفى قلوبهم بمصاب الآخرين، لكن ما يعزي المرء، ويجعله يطمئن أنه لايزال هناك أسوياء بين بني آدم. أن الغالبية تتعاطف وقت المصاب. ولينظر كل من له عينان تبصر لا ترى فقط ما تركه لنا جدنا الأعظم من سلفنا الصالح الحقيقي وهو الحكيم “آمنموبي” من تعاليم إنسانية تمثل أول دستور أخلاقي وروحي في الكون حتى قبل بزوغ الديانات، أنصت إليه يقول: “الشجاعة ألا تكون شجاعًا أمام مُسِنٍّ، أوتستقوى على شخصٍ مهيضَ الجناح” (أي متعب أومريض أومصاب بكسر)، و”الإنسان الحكيم هو من لا يجادل أحمقًا، بل ينسحب من أمامه ويتركه لمكايده، والأجدر أن يسامحه”.

حماقات كارهي عمرو أديب ومحبيه أيضًا! ولإيماني التام ومحاولاتي- قدر الإمكان- أن أجسّد شعاعًا من نور هذه التعاليم فيما أفعل، فقد دهشت بل أصابني وجوم شديد بعد ذهول أشد نتاج ما رأيته ورآه كثيرون غيري على تايم لاين مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك وتويتر، وبعض قنوات الأفاقين بالأجر في تركيا وغيرها. فور علمهم بتعرض الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج “الحكاية” على “قناة إم بي سي مصر” لحادث سير، إذ اصطدمت سيارته بسيارة نقل وتهشمت مقدمتها. بوستات، مشاهد ومسامع عفنة تفوح من قبور أفواه هؤلاء المأجورين، الذين لا يفطنون أبدًا إلى مبدأ إنساني سليم وهو أن التنافس أوالاختلاف لا يعني تمني موت المنافس أوالشماتة فيه إن أصابه أي مكروه. لكن ما يزيد القرف؛ أن ما تنم عنه سلوكيات رعناء مثل هذه من جلافة وعدم لياقة، بل وحشية فاقت أعتى حيوانات الغابة توحشًا، وأقذرها وأحطّها أيضَا. إذ لم يتورع بعض هؤلاء عن تمنيات تنم عن صدور ضيقة بل محتشدة بتلال من زبالات الكراهية والحقد والغيرة المرضية التي لا يعرف أصحابها شيئًا عن قيم التنافس الشريف.

غير أن الأسخف مما سبق، هو ما زكم أنفي من بعض مباول المواقع الإليكترونية، إذ تبارى بعضها في فتح بالوعات الحقد والكراهية التي تملأ صدورهم، وقرأنا سخافات بعناوين من عينة “مفاجأة.. سعر سيارة عمرو أديب الرينج روفر”، و”نكشف مرتب عمرو السنوي بالدولار” وكأن كل هذه أسرار، أو أن هذا وقتها، وبدلا من أن يتمنى الزملاء الشفاء لزميل، أو يتباروا فيما هو مِهنيّ أن يتواصلوا معه حتى ولو تليفونيًا ليطمئنوا متابعيه وكل من لديهم ذرة نخوة إنسانية لا يشمتون في مصاب أوأي مكروه حتى للأعداء

في النهاية ولقاء كل هذه الغثاثة والبؤس، لا أملك سوى القول؛ عبثًا؛ تتوهم أيها الطائش الأجوف أنه بخلو الساحة من المنافس ستكون أنت المنتصر! هُراءً ما تنشده أيها الأحمق، فأي طعم لانتصار عدّاءٍ ما في ساحة خالية من عدائين آخرين؟!
ما أتفهمه أيضًا، أن تنتقد أداء عمرو، أو غيره في أي سياق وظيفي، كما أنتقده وغيري في أمور عدّة، ولتلاحظ أنه من الفروسية والنُّبْل أيضًا، وأنت في سبيلك لانتقاده- إن كنت موضوعيًا- أن تكون ناصحًا بلباقة وأدب، شرط أن تقدم له البديل، والأهم أن تغفر له ما هو خارج عن إرادته.

 

اترك تعليقاً

‫شاهد أيضًا‬

ماتريوشكا قارورة المحيميد

.. “هكذا علمتني أمي منذ الطفولة؛ أن أحترس من الغرباء، أن أنكفئ إلى داخلي، أن أختزن ع…