‫الرئيسية‬ الأخبار فن وثقافة الدجاجة التي أغاظها فيلم ريش ففقست كتاكيت بلاستيك!
فن وثقافة - 19 أكتوبر، 2021

الدجاجة التي أغاظها فيلم ريش ففقست كتاكيت بلاستيك!

الدجاجة التي أغاظها فيلم ريش ففقست كتاكيت بلاستيك

عمر زهيري

جريمة المخرج عمر الزهيري أنه بدأ ناضجًا زيادة عن اللزوم وفوق ما يحتمله الآباء البطاركة الذين نصبوا من أنفسهم أوصياء على كل شيء. وأكبر جرائمه أنه جاء بمفردات سينمائية وكادرات غير تقليدية قد تكون صادمة لكنها موجودة.

وجريمة محمد حفظي منتج الفيلم أنه سأم التقليد والتكرار، وراهن على جنون الإبداع؛ ليس فقط فيما يختص بالفكرة الفيلم وما يطرحه، بل أنه وبجنون أكبر لم يأت بكبار النجوم ليضمن إيرادات الشباك.

وجريمة المشاركين في الفيلم أنهم لم يمثلوا بل كانوا هكذا بسطاء كما هم دون افتعال ولا حزق. ولا لهم مدير أعمال ولا يتبعهم “اللبيّس” وحاملو الحقائب.

وجريمة كل فن جيد وحري به أن يكون فنًا أنه يقفز على السائد والمألوف، ويحطم القوالب المعدة سلفًا، أن نتهمه ونسيء إليه بأي كلام، دونما فهم أن واقعية الواقع ليست في نقله كما هو!

السيناريست عبدالرحيم كمال

ورغم هذه الهجمة الشرسة ضد الفيلم وصُنـّاعه؛ فإن هناك ضمائر فنية كثيرة انتصرت وتنتصر لحق الإبداع والاختلاف دون اتهامات، ولعل هذا ما يجسده السيناريست الكبير والروائي عبدالرحيم كمال حين بادر بالكتابة على صفحته: “مش معنى إن فيلم سينمائي بعيد عن ذوقك أوحتى عن موقفك من الحياة والفن والكلام اللي يبان كبير أوي، ده إنك تبالغ في تحقيره والإساءة إليه ولصُنـّاعه كأنه إهانة! وتنسب ليه عنوان كبير أوي زي (الإساءة لسمعة مصر!)

وأوضع عبد الرحيم كمال؛ أن فيلم ريش الذي شاهدته أمس فيلم وراءه مخرج كبير وموهوب هو (عمر الزهيري )، وتجربة مهمة وقدم ممثلين ممثلوش في حياتهم وقدروا يوصلوا فكرة صعبة وقاتمة وقاسية رغم طرافتها، وقدر يدين الفقر والاستغلال وقدر يتكلم عن موقف المرأة المضغوط بين موتين، وفيلم فيه لغة سينمائية بليغة. حتى لو اختلف مع ذوقي ونظرتي للفن و لكن في النهاية مقدرش أقول إلا أنه فيلم مصري مهم وتجربة سينمائية تحتاج الكثير من النقاش الجاد، دون إلقاء التهم
واختتم كمال بقوله: فيلم ريش يستحق الاحتفاء به لأنه فيلم اخد جايزه مهمة دون تخوين وتهويل، من حقك طبعا انه ما يعجبكش او انك تقول أنه وحش تمام
لكن كل ده في إطار الفيلم مش براه.. فيلم ريش فيلم مصري مهم يستحق الجدل والنقاش والاحترام”.
أمام كل هذه الجرائم التي تخمرت وفقست في أدمغة الرافضين للفيلم وصُنـّاعه دون أن يكملوا مشاهدته!
كان لا بد أو من الواجب- كما يتمنون- معاقبة زهيري وحفظي، ومعاقبة المشاهد المفترض أيضًا بمصادرة حقه عبر جملة سخيفة يرددها المفلسون دومًا هي “سُمعة البلد” وكأن هذا البلد طفل أوطفلة في طور المراهقة والبلوغ يجب عزلها في غرفة مسيّجة، وكثيرًا ما استخدمت هذه الجملة المشمومة سيئة السمعة أيضًا، في قتل الإبداع والفن والأدب. واسألوا هواة الشهرة ومن يبحثون عن “التريند” من أصحاب دكاكين رفع الدعاوي ضد أي شيء وضد أي شخص، لا لشيء سوى أنه تصرف بحرية!

المخرجة كاملة أبوذكري

.. وحسنا قالت المبدعة المتميزة كاملة أبو ذكري: “كلمة سُمعة مصر دي كلمة مستفزة وتقلل من قيمة مصر، عيب عليكم بقي كفاية نفاق ومزايدة باسم إن حضرتك وطني والمسؤول عن حماية مصر، مبروك يا عمر وافرح بنجاحك”.. وأضافت: “ما يهمكش من شوية منافقين عايزين يتملقوا من خلال شاب صغير في أول حياته، وصدقني الكبار إللى بيخوفونا بيهم عندهم القدرة على معرفة المنافقين والمتملقين لأنهم كبار وفاهمين ما تخافش منهم وإحلم كمان وكمان، إن شاء الله المستقبل”..
وإلى الشخص الذي أثار الزوبعة:
حقك عزيزي المشاهد سواءً كنت متفرجًا على باب الله مثلي أومتخصص أوممن يعملون بمجال التشخيص والتمثيل، أن تنصرف عن عمل ما مسلسل أوفيديو لا يعجبك منذ البدء، حقك تمامًا أن تخرج من دار العرض، أوتطفئ شاشة التليفزيون، أوتستنجد بالريموت كنترول ليأتي لك بقناة أخرى وفيلم آخر أو أي شيء.. أنت حرٌّ ولك كل الحق في هذا كله، لكن هذا الحق وهذه الحرية مشروطان بالمسئولية الأخلاقية قبل الفنية أحيانًا، إذ لا يحق لي أبدًا انتقاد أي شيء لم أره، أو انتقاد شخص ما بمبدأ قالوا لي إنه كذا وكذا.. بلسانك قلت: ” لم أكمل الفيلم وخرجت بعد وقت قصير” والفيلم مدته حوالي مائة واثنتا عشر دقيقة أي ما يقارب الساعتين، فهل عزيزي المزايد ما رأيته يعطي لك حق النقد وأيضًا تزيد الطين بِلّة بحكمك القاطع المدين أنه يسيء لسمعة مصر؟!

المنتج محمد حفظي

..ليس هناك أرخص من المزايدة عزيزي المنتفخ؛ خاصة وإن جاءت في غير محلها، ومن سُذّجٍ يحسدهم المرء على هذا الكم من البجاحة والتباتة أيضًا؛ حين ينتقدون فيلمًا دون رؤيته وبلا أي روِيّة!
جهل امثالكم ومزايداتكم يا سادة أكبر إساءة لسمعة البلد والفن.
بقي قول أخير؛ لعلنا نصحو ونفيق:
إن مجتمعًا يرزح بين أن هذا “يسيء لدين ما”؛ إن جرؤ وفكر وناقش وتساءل، وبين مقولة “إنه يسيء لسمعة البلد” إن تمرد على السائد والمألوف وارتاد أفقًا أكثر اتساعة وجِدّة في الفن والإبداع.. لا ننتظر لهذا المجتمع من قيامة أو تقدم خطوة للأمام؛ أو-حتى-للخلف!
لقطة من فيلم “ريش

الدجاجة التي أغاظها فيلم ريش ففقست كتاكيت بلاستيك!

اترك تعليقاً

‫شاهد أيضًا‬

ماتريوشكا قارورة المحيميد

.. “هكذا علمتني أمي منذ الطفولة؛ أن أحترس من الغرباء، أن أنكفئ إلى داخلي، أن أختزن ع…